أيتها الغريبة القريبة التي تحومين داخل روحي
تذبذبين سكوني وتثورين كبركان
أنا المنازع ،المناجي الحرف بلا تألق
فقدت كل شيء ،وكان يملك كل شيء
أيتها السفينة المسافرة ،تعومين في أعماق ارتحالي الأخير
أبحرت في طيات النبض القاحل حتى استنزفتني
واهٍ أيتها الغامضة !
لا تهدري دمعكِ ،هناك الباب الموصد بانتظارك سيُفتح .
في قلبك الصغير نبتة ستزهر نوراً، وسيرفرف جناحيك ويسرقني
أعلم جسدك الشبيه بالورد مسه الندى.
لكِ عينان حالمتان كديجور الليل
لكِ أنامل حرير وغمرة أم من عطر الحنو
وشفتان تنطق صدى الكون بإتزان خجل
وتلاحقك فراشة مبهورة بنور المحيا
آه أيتها الحياة فلتغربي عنها
هنا العزلة راحة وسكينة
فهاهي تمطر خيراً يعم الأوصال ويحييها
وتقبل بمبسمها زرقة السماء فتعود من تيهها
تمشي حافية القدمين على درب هلاكها الشائك
تنزف وتتألم فيسمو الوجع ليتساوى والعدم
أيتها الساكنة جوارحي
وما تزالين تطوفين داخل روحي
وتتطفلين وتمتصين دمي
فتعصرين مني أثمال النفس وتطهرين قلبي
وتستمرين حرة رقيقة وقوية
وتمضين صامتة بحقول وردي
فأستمر معك أقوى وأكثر بهاءً ورقة
وهكذا أنا وأنتِ ما زلنا نمضي
……….
امنة العثمان