على جدار الروح نقشت عبارات من نزيف دماءٍ باتت تسقي يراع الفؤاد صارت تنظر إلي الحياة بنظرةٍ تحتويها الدموع لكنها مشوبة بدماء الفقد
قسماتٌ باهتة ..
جسدٌ هزيل..
وقوام مُهترئ , أضحت الذاتُ كقطعةٍ خرقاءٍ رثـة..
باليـةٌ هي لم تعد لها من التاريخ إلا النهاية ولم تواريها سوى أطلالٌ من هتـك الضياع , شُتات من الفراغ القاتل وجدارياتٌ من أضغاث المُستحيل .
أبرمـَت صفقـة مع اليأس , تأصَّـل بها حتى أصبح مُرافقاً لا يزوغ تشبَّعت ضواحي مدينتُها الدامسة بحلكٍ زادها ظلاماً وباتت نفسُها خواءٌ يُجـسّد السخط .
المقتُ أصبح رايـةُ الدفاع والكراهية سيفٌ تُبارز به الحياة .
بإحدى الزوايا وبمكنونها المُتخفي بين نوائب الظُلمات , تقبعُ هناك وجوهها الحقيقية , آثمةٌ هي بحقها , جحيـمٌ وقوده من شعورٍ مُتكتلٍ عبر سنونٍ مضت ولكنها حَفرت آثـاراً كانت مَهداً لشخصيتها الجامحة تلك .
نيران لهيبها يشتعل وجمراتٌ من صلد السأم , تيّبَست عبر عصورِ سوادها البهيم .
عبـَرَت بحوراً كانت تُحبها يوماً لكنها فاضت كالسيل الأترع فأغرقتها , قصدت صحراء روحها الجرداء , وجدتها قاحلةً جافة خالية لم يعتريها سوي الجمود ولم يسيطر عليها سوى شمس نفسها فأحرقتها حتي صارت رماداً , ذرتــهُ الرياح حيث اللاشيء , فأصبحَت بعالم اللاوجود , عالم من قيود العدم.
بقلم : آية السعيد